الأحد، 2 يونيو 2013

مورينيو .. الرجل الذي لم يصدق بشأنه أحد


أنهى المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو مسيرته مع ريال مدريد بعد 3 مواسم اختلف عليها الجميع ولم يتفقوا على شيء، النهاية كانت بصافرات استهجان أطلقها الجمهور عند ذكر اسمه، ودعم الألتراس له حتى النهاية وانتظارهم بعد صافرة الحكام وهتافهم باسمه حتى عاد للملعب وحياهم.

جوزيه مورينيو قضى فترة مثيرة للجدل في ريال مدريد لم يعرفها النادي في تاريخ، هناك من عشقه حتى النخاع لأنه درب ريال مدريد، وهناك من يعشقه أصلاً ويحب أسلوبه سواء في كرة القدم أو في التعامل الصريح مع الجميع لذلك يتمنى له التوفيق دوماً، وكي أكون صريحاً فأنا منهم، وهناك من كرهه لأنه درب ريال مدريد، وهناك من كرهه لأنه منعهم من الحصول على الأخبار، وهناك من كرهه لأسس عنصرية لأنه ببساطة برتغالي موجود في اسبانيا.

بغض النظر عن الأشخاص ومنطلقاتهم في التعامل مع مورينيو، فإنه ببساطة أجبر الجميع على الكذب وتزوير الحقائق، فمن كانوا معه رأوا بكل ما فعله صحيح وصائب، ورأوا بمن ينتقده كاره حاقد فقط، ومن كانوا ضده فرأوا كل ما فعله خاطىء ونشروا ذلك، ورأوا أن كل من يقف معه مجرد متعصب.

فجأة أصبح أدان افضل من كاسياس لمن يحبون مورينيو، ولم يرَ أعداؤه أي صدة رائعة لدييغو لوبيز بل لم يقتنعوا به رغم أن الأرقام تتكلم، وكان بيبي مدافعاً جميلاً لعشاقه حتى اصطدم بالسبيشل وان فبدأ حزب مورينيو بتذكر أخطائه، وهذه الحالة من إجبار الناس “تلقائياً” على إنكار الحقيقة وقول ما يناسب موقفهم حالة شهيرة في السياسة، ولكن ليس في الرياضة.. إلا مع شخصية قوية وكاريزما نادرة في تاريخ كرة القدم كالتي امتلكها مورينيو.

على الجميع أن يعترف وأنا أولهم بأن مورينيو جعلنا نقول ما لا نؤمن به بعض الأحيان، وأنه جعل الحيادية حوله فقط عندما نتكلم عن الشطرنج، فهو كما وصفته الماركا رجل مثير للجدل حتى أخر لحظة..

3 سنوات عجيبة لم يعرف التاريخ لها مثيلاً من معارك إعلامية وجماهيرية وصلت حدها وضغطت الجميع نفسياً وعصبياً…

ببساطة مورينيو أجبر الجميع على أن لا يصدقوا بشأنه، لإنه إما معشوق أو عدو!

ومن سيتبجح بكونه كان عادلاً واقعياً بشأنه .. يكفيك في وجهه ابتسامة ليبدأ بحك رأسه